منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر


 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 ...... عــريـــس لــقــطة ......

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الهدى
صاحب الموقع المدير
صاحب الموقع المدير
نور الهدى


ذكر
عدد الرسائل : 128
العمر : 37
الموقع : منتديات نـــــ الـهــدى ـــــور
العمل/الترفيه : كتابة الخواطر
المزاج : حزين
1 : 2
نشاط العضو :
...... عــريـــس لــقــطة ...... Left_bar_bleue100 / 100100 / 100...... عــريـــس لــقــطة ...... Right_bar_bleue

sms :


My SMS
مش مركز خالص

تاريخ التسجيل : 17/01/2008

...... عــريـــس لــقــطة ...... Empty
مُساهمةموضوع: ...... عــريـــس لــقــطة ......   ...... عــريـــس لــقــطة ...... Icon_minitimeالأربعاء فبراير 27, 2008 9:39 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
..
...عريس لقطه.....
فجأة قرر" أحمد " الإرتباط بتلك الفتاة اللعوب ..سأل عنها فى الحى التى تسكن به . قالوا عنها أن لها علاقات متعددة ، وانها دائما ما تشاهد بصحبة بعض الرجال ..لم يصدقهم .. فالحب أعمى كما يقولون !!
فقد عاش " أحمد " حياته وحيدا ، أغلقت عليه أمه الحياة بعد موت أبيه .. حذرته من الأصدقاء .. كانت ترقب خطواته وتعـِد انفاسه ..
كانت أمه تحتقظ بجدول به مواعيد خروجه من المدرسة أو الكلية ، والويل كل الويل لو لم يلتزم بتلك التوقيتات ، فتظل تولول وكأن حدثا جللا قد تعرض له ..
فدوما تحذره من الإختلاط بالبشر ، فلا يتصل بأحد أو يزوره أحد ، ومحرم عليه إعطاء رقم هاتفه لأحد ..
كانت تقول له دائما أن الحياة غابة مليئة بالأشرار ..ومن الأمان أن لا يقـترب من تلك الغابة ..
عودته أن الدرب الوحيد الآمن هو تلك الدرب الذى بلا بشر ..أن يكون بمفرده ..
وبدون أن يخبر أمه ، تقدم أحمد لخطبة الفتاة التى هواها وإنبهر بها ..
كان متيسرا ويمتلك شقة رائعة وسيارة حديثة ، ولكن لم تكن له التجارب فى شبابه الصارم المنغلق ..فقد حصل على شهادته العليا وسافر لإحدى دول الخليج ، وعاد بعد سنوات بعدما إمتلك رصيدا يؤمن به حياته ..
كان "أحمد " قد تعرف على فتاته فى إحدى محلات بيع الملابس ، أو هى التى تعرفت عليه ، بعدما أوهمته بأنها تركت نقودها سهوا فى منزلها ، ثم طلبت منه توصيلها لترد له المال !!
.. وعندما أوصلها لمنزلها ، طلبت منه أن يصعد معها لترد له المال ، ولكنه إعتذر بأدب ورفض أن يسترد ماله خجلا ، معتبرا ماقدمه لها هو هدية لا ترد ..
و كانت " منى " خبيرة بصيد الرجال ، وكان " أحمد " صيدا سهلا لها ..فهو لا يعرف عيوب البشر أو مكر النساء ..ولذا أحكمت عليه شباكها ..
.. فقد كانت تريده زوجا ، وليست علاقة عابرة كالتى تحدثها دوما مع الرجال ..
ولذا قررت " منى " أن تتزوجه !!
.. أوهمته كاذبة بان الغيرة والحقد من جمالها جعل الناس يتقولون عليها . صدقها ..
و كانت تحرص أن تؤدى فروض الصلاة فى أوقاتها عندما تكون معه فقط .. و كانت أمها تبالغ فى تشددها حتى توهم عريس الغفلة بانهم عائلة محافظة ومحترمة..
أما بعد إنصرافه فـتـنـقلب الشقة إلى كباريه !!..فأمها هى صاحبة الكباريه..
..أما هى فتلعب كل الأدوار.. ترقص أحيانا .. تجالس الآخرون .. تحتسى الخمور . وتلعب الكونكان والبوكر .وتلك اللعبة التى إسمها شَلـّح *(لعبة هابطة يتعرى فيها من يخسر).. وكانت تخسر دائما !!..
كانت أم "منى".متمردة على الحياء وعلى الحياة .. فقد طلقت من زوجها لأنها ترفض قيود الرجل . أى رجل .. فهى تهوى أن تعيش الحياة كما يحلو لها .. وعاشت مع إبنـتها بلا أى دخل أو مورد ، فقد هج طليقها من البلد تاركا لها الجمل بما حمل ..
كانت تتعيش من ضيافة الرجال فى شقـتها ..علـَّمت إبنتها أن تثير الرجال ..علمتها أن الرجل لو نال غرضه منها سريعا فلن تراه ، ولن ترى سخاؤه أو هداياه ..فالرجال يبحثون دوما عن المغامرات .. يبحثون عن فريسة جديدة يثبتون معها ذاتهم.. ثم يوقعون عليها بـذكورتهم .ويمضوا بلا رجعة ..
يجب عليك يا إبنتى أن تـُغـَوى الرجل وأن تغريه ..و كلما طال الإنتظار . ستجديه سخيا ..يأتى بالهدايا والملابس والمشروبات .. بل يأتى بكل ما تتفوهى به ، وكل ما تحلمين به .. وفى كل لقاء اجعليه يشعر بأنه حقق تقدما للوصول إليك .. واجعلى الطريق إليك طويلا ممهدا بأمانيك ووعودك ..وكلما طال الطريق ، كلما عشنا الحياة ، وكلما زادت مواردنا .. فهذه صنعتنا التى نرتزق منها !، ولا نعلم غيرها ..وعندما تشعرين أن الرجل بدأ يأسه يتدلى من عينيه . فأحذرى منه .لأنه سيتحول من إصبع فى يديك . إلى مخالب حيوان جريح تدميك وتجرحك .. فأمنحى نفسك له ، ثم إجعليه يكرهك ، ولا يتعلق بك .. وعندما تشعرى بأنه سينسج قصة حب معك ويبدأ فى ممارسة دور الرجل و سيطرته .فاهملى نظافتك ورائحتك ، .. إقرفيه .. تقيئى على وجهه وجسده !!..واجعليه يشفق عليك ، ولا يضغن لك ، أو ينتقم منك ، حتى لا يكون من أعدائنا ، فليس من صالحنا أن نعادى الرجال ..
تلك هى تعاليم الأم المتمردة لإبنتها ، والتى هضمتها "منى" كاللبن الذى رضعته من صدرها ..
كانت أم منى تشيع من خلال حارس العمارة بأنهاأرملة وليست مطلقة ..كانت تعلم جيدا ما يلوك سيرة المطلقات ، وأن هؤلاء الرجال هم اقاربها يأتون للإطمئنان عليها ..
ولكى يخشاها الجميع ؛ كانت تدّعى أنهم من ذوى المناصب المرموقة ، وأنهم من ذوى الحيثية والنفوذ ..كما كانت تمنح زوج الحارس كثيرا من ملابسها المستعملة ، وتنفحها دائما بالمال فى المناسبات والأعياد ..
كانت إمرأة تعلم ماتفعله جيدا ، فلم تختلط أبدا بجيرانها منذ إنتقلت لهذه الشقة بعد طلاقها من والد منى بسنوات ، و التى إختارتها بعين خبيرة ، كمستـثـمر يختار بدقة مكان عمله وإستـثـماره ، فقد إختارت شقتها فى عمارة كبيرة معظمها مكاتب مستـثـمرين ، و أجانب .. فهى أيضا تستـثـمر مواهبها فى التعيش على الرجال ..و تستثمر أنوثة إبنتها الطاغية التى هى رأسمالها ..
كانت أم منى صارمة متحشمة عندما تكون خارج شقـتها ، أما داخل عرينها فالأمر على النقيض ..فدائما هى نصف عارية ، أو عارية !!
أما أم "أحمد" عندما لاحظت على ولدها تغيرات لم تتعود عليها .. سألته .فاعترف لها أنه يحب "منى "، وأنه تقدم لخطبتها دون أن يخبرها ، لأنه صار رجلا ، ومن حقه التصرف فى أموره دون الرجوع إليها ..
ورغم أن الأم إنزعجت من تمرد إبنها المفاجئ ؛ إلا أنها طلبت أن ترى العروسة وأن يحضرها لها لكى تراها ..
كانت أم أحمد تدبر شيئا فى الخفاء و لم يدركه أحمد لسذاجته ..
وحددت الأم موعدا للزيارة فى الساعة التاسعة من مساء إحدى ليالى الشتاء الباردة ..
وحضر أحمد ومنى فى الموعد المحدد تماما ، ولكن الأم الواعية رفـضت مقابلتها !! ..
وكان لها أسبابها ، و كان هذا هو الفخ الذى نصبته للفتاة ..
تعجب أحمد من موقف أمه ، فكيف هى التى حددت هذا الموعد ، ثم ترفض مقابلة خطيبته ؟!
فسألها بحدة وبصوت خفيض حتى لا تسمع "منى" حوارهما :
ــ أمرك يحيرنى يا أمى ، أليس أنت التى طلبت رؤيتها ؟!
قالت الأم متهكمة وهى تضغط على ضروسها :
ــ نعم أنا التى طلبت ، وكنت أتمنى أن ترفض الفتاة الحضور لمنزلك فى ساعة متأخرة من الليل و فى هذه الليلة المـمـطرة الحالكة ، ولو فعلت هى هذا لعرفت أنها على خلق ، وأنها من أسرة محافظة ..ولكنت أنا وافقت عليها على الفور .. بل كنت أنا التى سأذهب إليها ..
وبصرخة مكتومة صاحت :
والآن خذ هذه الساقطة وغادروا منزلى ..
لقد وصلت مناقشة الأم مع إبنها إلى طريق مسدود .. هددته أمه بمغادرة المنزل إذا أتم هذه الزيجة ..
ولأول مرة فى حياته يرد على أمه ثائرا :
ــ سأتزوج من "منى" سواءا رضيت أو أبيت ..
وأخذ خطيبته فى ذيله ، وغادرا المنزل ..
لقد تمرد الإبن المكبوت على أمه، فقد كان عليها أن تدرك أنه حتما سيقع الصدام بينها وبين إبنها ، فهى لم تعِّده ليبنى عالمه بنفسه .. وها هو يحطم عالمها هى قبل أن يكتمل دورها كأم فى إختيار شريكة حياته..فلم يعد الصغير الذى يؤمر فيطاع .. فقد وجد رجولته فى امرأة أخرى .. ووجد الحنان فى "منى".. فهى امرأة خبـيرة فى الرجال .. تغريه ولا تعطيه .. امرأة لا تأمره ولا تخنقه ، ولكنها تشعره إنه الآمر دائما .. وكانت توحى له بما تريد وكأنه هو الذى أراد .. فـتـتمنع بدلال ؛ ثم توافقه صاغرة ، أو هى توهمه بأنها صاغرة !!
أوصل أحمد خطيبته لدارها ،..ولم تلح عليه بالصعود معها ، فقد كانت لا تدرى من سيكون مع أمها فى هذه اللحظة ، وماذا تفعل .. خاصة وأنها لم تتغيب فى تلك الزيارة المشئومة ..
كان أحمد فى حالة يرثى لها ، وهى أرادت متعمدة أن تتركه فى وحدته لتستعر المعركة داخله ضد أمه ..
فقد سمعت نقاشه مع أمه ، وشعرت بالمصيدة التى أوقعتها فيها تلك المرأة اللئيمة القرشانة..كانت "منى" فى حاجة لمشورة أمها من الخطر الذى لاح فى الأفق ..
فقد كانت تخشى أن تؤثر عليه أمه فى النهاية وتطويه تحت جناحيها .. خشيت أن تتبدد أحلامها ويطير من بين يديها عريس الغفلة .. فهى لا تخشى معارك الرجال . فهى قادرة أن تحسم معاركها معهم لصالحها . وبكل أسلحتها الأنثوية ، أما عندما تكون المعركة مع امرأة أخرى . فالوضع مختلف .وله ترتيبات أخرى .أو تكـتـيكات أخرى ..
أما أحمد فقد كانت كلمات أمه وثورتها مازالت تطن فى رأسه ..
لم يستطع المغادرة بعدما تركـته "منى "وحيدا مع أحزانه .. أيمكن أن تكون "منى"ساقطة كما قالت أمه ؟!.. إنه ليس خبيرا بالنساء .. لم تكن له علاقات سابقة .. كان مدفونا فى شرنقة لم يبارحها إلا عندما سافر بعد تخرجه من كليته .. وهناك فى تلك الدولة المحافظة لم يكن يعرف غير عمله ومحل إقامته ، وتحويل الأرصدة لحسابه ولأمه ..
هكذا حدث نفسه وهو مازال قابعا فى سيارته ..
و لم ينتبه من غيبوبته إلا عندما هـطلت الأمطار بغزارة ، وإشتدت الرياح .. وقبل أن ينطلق بسيارته خطرت له فكرة صبيانية ؛ إعتقد بسذاجته أنها شيطانية !!..
لقد قرر أن يواجه لهيب الشك الذى إتقد بداخله و زرعته أمه بحديقة أحلامه ..
قرر أن يراقب خطيبته !!..
ولكنه وجد أن ذلك يتطلب منه عملا مضنيا و شاقا ، وقد تكتشف ذلك خطيبته وتثأر لكرامتها وتلفظه ..
وعندئذ لمح حارس العمارة يجفف مدخلها من آثار المطر ، فإستدعاه بنفير ، فهب إليه الحارس مسرعا دون أن يأبه للأمطار ، والتى قد بدأت فى الإنحسار .. وأدخله أحمد بجواره !!
لقد منح عريس الغفلة الحارس مبلغا من المال ، وأعطاه هاتفا ، ووعده بمزيد من المال ، وطلب منه مراقبة المترددون على شقة خطيبته .. وعلـَّم الحارس كيفية الإتصال به ..
كان الحارس يعلم مسبقا بما يدور فى تلك الشقة ، فكثيرا ما فضحتها قمامتها بما بها من زجاجات الخمور الفارغة ، وأشياء أخرى تعلن عن الفحشاء والمنكر !!
كان الحارس مشفقا على أحمد ، فقد كان يعلم أن هناك مصيدة تنصب للرجل ، فهو لا يرى الست "منى" ترتدى حجابا إلا عندما تكون بصحبته فقط ، ثم علم من زوجته أن أحمد بك هو العريس المنتظر ..هو عريس الغفلة !!
كان مازال بداخل الحارس الجنوبى قدر ضئيل من النخوة لم تستطع أن تقهرها نـَزق المدينة ، فوافق على الفور على ما طـُلب منه..
و فى ساعة متأخرة من نفس الليلة المـمطرة الحالكة السواد إتصل به الحارس طالبا منه سرعة الحضور ..
وحضر عريس الغفلة ، وطرق الباب ..
وما إن شاهدته " منى" من العين السحرية حتى إختفى على الفور رجلان فى حجرة أمها يجـرّون امامهم المائدة ذو العجلات والتى عليها المزة والخمور وأوراق الكوتشينة ..وبعض قطع الثياب الصغيرة المتناثرة !!
ورشـَّت الأم بعد أن إرتدت بعض من ثيابها كانت قد تخلصت منها . رشات من الإسبراى برائحة البخور والمسك والعنبر لتبدد رائحة الخطيئة التى عبقت الأجواء ..
مسحت "منى"مكياجها ووضعت طرحتها على رأسها ، وطلبت من رجل واحد فقط أن يدخل حجرتها ويقف أمام سريرها ليلعب دور الطبيب !!
وقد كان طبيبا بالفعل و هو على علاقة غريبة بأمها ، فقد كانت أمها تكلفه دوما بالكشف عليها فى حجرتها من علل واهية لا تشعر بها ، ولكنها كانت تجد فيما تفعله متعة لها !!..
وقد أجهض من قبل هذا الطبيب "منى" من حمل لم تحتاط منه فى لحظات آثمة ،كما أنه قد وعدها بجراحة صغيرة تـُعيد إليها عذريتها قبل زفاها من عريس الغفلة !!
أما أمها فقد غمست أصبعها فى الخمر وفركت به عينيها ، فصارت حمراء ، كأنها باكية ..وفتحت الباب لعريس الغفلة قائلة بلهفة ممتزجة بالدهشة وكانها فوجئت بحضوره !!:
ــ حضرت فى وقتك يا إبنى ..قلبك حس بحبيبتك ، ياحسرة دى كانت حاتموت ، ماذا فعلتم أنت وأمك بها ..قلبها ضعيف ياعينى . لم تتحمل رفض أمك مقابلتها .. ادخل لها فعندها الطبيب !!
لقد ترتبت الأحداث بصورة مفاجئة ، ولكنهن فئة من النسوة يحتفظن دوما فى رؤوسهن الآثمة "بسيناريو "يتم أستدعاؤه على الفور كلما حاق بهن الخطر !!
وأما "منى" فتمددت على فراشها كأعظم ممثلة لعبت دور المريضة المنهارة !!..ثم تحول وهنها لدهشة ما إن رأته على أعتاب غرفتها !..
وبكى عريس الغفلة تأثرا من حالها .. وغلبه الصمت إلا من رجفة بشفتيه .ويديه..
تنهدت "منى " بصوت بدى وكأنه فحيح أفعى تتأهب لفريستها ، وقالت هامسة ناعسة :
ــ الدكتور قاللى ماتفكريش كتير .. وأنا لا أستطيع أن لا أفكر . فموقف أمك يقلقنى . ثم حانت منها نظرة سريعة للطبيب ، والذى أدرك على التو أن دوره المحدد قد إنتهى ..
قطع الطبيب المخادع الحديث قائلا وهو يقطب جبينه متصنعا :
ــ أحيانا ما يصاحب حالات الإحباط الشديدة نوع من القلق وبعض الإنهيار ، ولأنها حساسة و مرهفة ؛ فقد حدث لها هبوطا فى ضغط الدم ..
ثم تهيأ للإنصراف قائلا :
ــ لكن الحمد لله هى أحسن كتيرا الآن ..
إستأذن الطبيب المتبرئ من قـَسَـمْ "أبقراط "بعد أن أعاد أشياؤه لحقيبته ..
وخرج مهرولا من غرفتها ليلحق به صديقه الكامن فى عرين أمها ، وأسرعا على أطراف أقدامهما ، وهما يكـتـمان ضحكاتهم !!
أما عريس الغفلة فقد كانت الدموع لم تزل عالقة بجفنيه ..
سألته "منى" وكأنها تعطيه الإجابة ، وهى تحتضن يده بأصابعها البضة والتى تلاشت العظام والنتوءات منها :
ــ لهذه الدرجة تحبنى وتتمسك بى رغم ما فعلته أمك بنا . ثم مسحت له دموعه بأطراف أناملها؛ وهى تقترب بوجهها من وجهه وتكاد أنفاسها تلامس أنفاسه.. فإنفجر باكيا كالأطفال !!..
ــ أتبكى حزنا على حالى ؟!
ــ أبكى لأنى ظلمتك !!..
كانت "الفتاة الإمرأة "تلف وتدور لتعرف سبب مجيئه المفاجئ ..
ــ هل تجدد نقاشكما .أهى مازالت ثائرة لأنى أحببتك .. هى لا تعلم كم أثق بك ؟!
قال صادقا :
ــ أنا منذ تركتتينى وأنا أحوم فى الطرقات تنتابنى الهواجس ..
ثم قال كاذباحتى لا تدرك أنه شك بسلوكها وكـُلف من يراقبها:
ــ حضرت لأطلب منك الموافقة على زواجنا .. هل تقبلين ؟!
كان صادقا وهو يعجل بالزواج بها وهو لا يدرى أنه إختار الشك والشوك واهما انه يتوسد معها مستقبلا وثيرا ؛ يرى فيه خلاصُه من طفولته التى لم يستطع أن يتحرر منها داخل تلك القضبان الفولاذية التى صنعتها قيود أمه وحجزته بها بعيدا عن رجولة تهتز بأعماقه وتعوى ، كلما لمسته تلك المرأة أو لفحت أنفاسها أنفاسه ..
ــ لقد فاجئتنى !!.. ولا أدرى هل أمى ستوافق على طيشك وتهورك .يامتهور !!..
قالت الكلمة الأخيرة وهى تغمز بإحدى عينيها ، وتزداد ضغطا بيدها الناعمة على يديه المرتعشتين ..
كانت الأم تسترق السمع من خارج الغرفة ، ووجدت الوقت مناسبا للطرق على الحديد وهو ساخن ، فدخلت صائحة :
ــ لا..لن أقبل ما تطلبه من إبنتى ، إلا عندما تأتى أمك وتطلبه بلسانها !!.. لا تؤاخذنى فهذا نسب ، ثم اننى لا أدرى ماذا ستفعله أمك مع إبنتى ..فإبنتى رقيقة ولا تتحمل كل هذا .. أرايت بعينك وأنت الذى حضرت فجأة . ماذا حل بإبنتى ؟!!
وما إن إنتهت الأم من عبارتها ؛ حتى شعر أحمد بأصابع "منى" تغادر يديه ، أو هى تسقط من يديه .. وبحركة تمثيلية بارعة راحت فى غيبوبة كاذبة لم تنطلى على أمها .. ولكن أحمد فز صارخا فى حماته :
ــ كفاك .. أرأيت ماذا فعلت كلماتك ؟! ..
ثم تناول بيداه المرتعشتان زجاجة عطر كانت بجانب منى ، وراح يمسح لها على جبينها وفوق شفتيها ، أما الأم فراحت تتلو المعوزتين !وهى تكذب فى فزعها ، وراحت تمسح على رأس إبنتها. لا لتفيقها من غيبوبتها الكاذبة ، و إنما لتهنئها على أدائها المتقن ..
.. فتحت "منى "عينها وراحت تتبادل النظر بين أمها وخطيبها وأبدعت فى رسم الحيرة على قسمات وجهها ؛ وكأنها محيرة بين رفض أمها الكاذب وبين خطيبها الواعد ..
لقد رسمت على ملامحها وبدون أن تنبس بأى حرف من شفتيها نظرة توسل أرسلتها عبر عيناه الدامعتان .. فوصلت الرسالة توا للعاشق الولهان كما أرادت هى ، فما كان منه حتى أمسك بيدى حماته يقبلها بعصبية متوسلا :
ــ أرجوك يا حماتى .. أتوسل إليك لا تعرقلى زواجنا .. ولا دخل لأمى فى حياتى .. ولن يستطيع أحد مهما كان . أن يمس شعرة واحدة من حبيبتى ..
ألقت الأم بجسدها على مقعد قريب وكأنها يائسة ، وقالت وهى ترفع يديها وتشيح بوجهها :
ــ لن أتدخل فى حياتكما . هذه "منى" لك وأنت لها ..افعلوا ما يتراءى لكم ، فهذه حياتكم ..
وهب أحمد وقد إكتست ملامحه بالفرحة ، وكأنه طفلا حصل على بغيته ، وقـبَّل رأس حماته قائلا:
ــ ساعات ويطلع النهار ..سأحضر المأذون معى .. وأتمم الزواج ..
ثم طلب من حماته ان تزغرد !!
وهرع مسرعا ليغادر قبل أن تتراجع حماته فى وعدها !!
ولم ينس وهو يغادر العمارة أن يصفع الحارس الذى كان بإنـتـظاره ليستزيد من المال ، وإسترد منه الهاتف وهو يتمتم : اتقى الله .. اتقى الله..يا رجل إن بعض الظن إثم !!..
وعلى الجانب الآخر من الطريق كانت سيارة بها بعض الرجال تقف مرتقبة مغادرته ، وعلت ضحكاتهم وهم يقهقهون ..
وإنطلق بسيارته. فخاضت عجلاتها فى بركة تجمـَّع بها المطر والطين ، فتناثرت الأوحال على سيارته البيضاء الناصعة . فتوحلت ، ومضى مسرعا ، فلم يعد يأبه للأوحال !!
*إنتهت*



تًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّحًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّيًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّآ’تًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّيًٌٍَُِّ



نًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّ آ’ًٌٍَُِّلًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّهًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّدًٌٍَُِّيًٌٍَُِّ ـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّـًٌٍَُِّوًٌٍَُِّرًٌٍَُِّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://king-man.yoo7.com
sadlove
عضو جديد
عضوة جديدة
عضو جديد  عضوة جديدة
sadlove


ذكر
عدد الرسائل : 52
العمر : 36
الموقع : امير الاحزان
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : الفراق
الاوسمة : ...... عــريـــس لــقــطة ...... Vbfs2
1 : 1
نشاط العضو :
...... عــريـــس لــقــطة ...... Left_bar_bleue10 / 10010 / 100...... عــريـــس لــقــطة ...... Right_bar_bleue

sms :


My SMS
امير العشاق


تاريخ التسجيل : 17/03/2008

...... عــريـــس لــقــطة ...... Empty
مُساهمةموضوع: رد: ...... عــريـــس لــقــطة ......   ...... عــريـــس لــقــطة ...... Icon_minitimeالثلاثاء مارس 18, 2008 11:43 pm

تحياتى نور على التوبك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
...... عــريـــس لــقــطة ......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر  :: امــيــر الادبـــي :: منتدى الشعر والخواطر-
انتقل الى: