منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر


 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الصبر مفتاح .. الفرن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
GreaT^_^MAN
عضو برونزي
عضو برونزي
GreaT^_^MAN


ذكر
عدد الرسائل : 210
العمر : 35
نشاط العضو :
الصبر مفتاح .. الفرن Left_bar_bleue80 / 10080 / 100الصبر مفتاح .. الفرن Right_bar_bleue

sms :


My SMS
مشكور على مجهوداتك


تاريخ التسجيل : 17/01/2008

المصرى
المصرى: 1

الصبر مفتاح .. الفرن Empty
مُساهمةموضوع: الصبر مفتاح .. الفرن   الصبر مفتاح .. الفرن Icon_minitimeالسبت يناير 19, 2008 2:57 am

الصبر مفتاح ..... الفرن

[ 36 شباك ] كان هذا هو رقم المقعد المقرر أن أجلس عليه أثناء سفري إلي مدينة الإسكندرية
تجولت كثيراً داخل القطار بحثاً عن هذا المقعد ......
أخيراً عثرت عليه بعد أن كدت أن اقعد الأمل ..
تنهدت بشدة نهدة ارتياح داخلي كالذي عثر علي دابته بعد أن ضلها ...وأخرجت التذكرة ونظرت إليها وإلي الأستاذ الذي كان يجلس مكاني كان علي ما يبدو من منظرة عندما تراه أنه إنسان في مقتبل العمر ولا يتعدي سن الثلاثين من عمره . كان شاباً ثميناً بعض الشيء . به صلعة برأسه . يظهر علي وجه علامات البرود والتباتة المستميتة , نظرت إليه وقلت إليه محدثاً ( هذا مكاني ) وممدت يدي إليه ليري الرقم المدون والمكتوب علي تلك التذكرة ليتأكد من صحة كلامي ..
فنظر إلي نظرة بها استياء وعدم اهتمام ووجه إلي سؤال استنتجت من بعده أنه شخص لا ينطبق عليه أي قانون من قوانين البشرية العاقلة لا ينطبق عليه أي قانون من قوانين البشرية العاقلة ومن حقي أن أتعامل معه كأطفال الشوارع ومن حقي الآن أن انتزع منه امتلاك تلك الحرية التي أحتكرها . علي الرغم من وجودي .. فقد قال لي بكل برود ملحوظ ( طيب وأعملك أية ) .
فقلت له بكل برود [ لا شئ ] وتركتة وذهبت أقصد البحث عن شرطة القطار لأطالب بحقي في استيراد ملكيتي الخاصة التي تكبدت فيها كل أو بعض ما أملك وجاهدت إلي أن وفقت في اللحاق بحجز وقطع التذكرة التي تثبت حق ملكيتي لهذا المكان .... وأتيت بشرطة القطار . ولكن ما حدث كان شيئاً غريباً فعندما رجعت إليه ثانية لم أجد الشخص المنشود بل وجدت فتاه في العشرين من عمرها جالسة مكاني علي المقعد . وأخينا الأستاذ أصلع الشعر وأقف أمامها لا يبالي .. أجلسها مكاني وكأنه كان مقعدة . فنظر إلي أفراد الشرطة وتركوني وذهبوا ...
وجهت كلامي للشخص الأصلع وقلت له أريد أن أجلس مكاني ولما أجلستها وهذا في الأصل مكاني . فنظر إلي بكل برود مصراً ومؤكدا التبابتة التي يشع بريقها من وجه وقال كلمته المشهورة [ واتتا مالك ] فردد علية بكل استغراب واستنكار من ما قال لي [ واتتا مالك ] !!! علي ما يبدوا أنك إنسان عديم الإحساس .
لا أعرف كيف قلتها ولكني قلتها !! وحدث مالا أحسد عليه ......
فلقد انهال علي بالركلات والضربات المتلاحقة المؤلمة الضربة تلو الأخرى لدرجة أن جسدي لم يتحمل تلك الركلات والضربات المميتة وفر الدم هارباً من كل مكان في جسدي معلنا للجميع عن إحدى مناطق ضعفي .. ولم يتحمل جسدي النحيل كل تلك القذائف المنهالة علية بلا رحمة ولا تحديد للأهداف التي يرمي فيها قذائفه المؤلمة .. إلي أن ارتميت علي الأرض مغشياً علي ..!!!
وفجأة صرخت بأعلى صوتي وبعدها ..,,,,
حلم .. حلم ... أنا احلم .. أنا حي .. حي .
فلقد انتفض جسدي وارتعدت أسيري خشية أن يكون هذا قد حدث لي بالفعل . وعلي ما يبدوا أن الضربات كانت مؤلمة لدرجة أني كنت أحس بألمها حتى بعد استيقاظي من نومي ...
ولكن عندما فتحت عيني وجعلت أتحسس بهما النظر في وسط الظلام الدامس الذي ملئ أرجاء الحجرة ... فجاءة استوقفني . ظل غريب الشكل كان يقف بجواري .
إنه . انه . والدي .......... وكان رافعاً يده لأعلي ليهوي بهما بكل شدة علي جسدي الضئيل ليوقظني .. الآن عرفت سبب الألم الذي كان بجسدي بعد ..
وتأكدت أنه كان آلم مشترك بين الواقع والحلم ..
فلقد زأر أبي في وجهي بأعلى صوته قائلاً لي [ قوم .. عشان تصلي الفجر وتروح الفرن تجبلنا عيش . عشان نفطر ] .
استسلمت للأمر الواقع وقمت أمشي وأنا أترنح يمينا تارة ويساراً تارة وتارة أتعسر في الأرض واقع .
صليت الفجر . أحضرت الطاولة الخاصة بفخامة حضرة العيش
وذهبت إلي الفرن .....!!........ وما أدراكم ما الفرن ..
صدق القائل حين قال [ أن لقمة العيش مرة ] لالا والله بل الواقع يؤكد أن لقمة العيش علقم .
أفواج هائلة من الناس مزدحمة أمام شباك صغير لايري ما بداخلة ... لا تسمع منهم إلا صراخ وضجيج وأحياناً شجار بين بعضهم البعض ... ( وكأنها عركة في خمارة ).
الكل ينادي علي ( حافظ ) .. أغلب الناس لا يعلمون من حافظ الذي ينادي عليه . ولكنهم ينادون عليه كالذي ينادي .... ولكني بفطنتي وذكائي أدركت وأيقنت أن حافظ هذا هو الشخص الذي يبتاع للناس العيش .
وقفت في آخر الصف المخصص للرجال كإنسان ملتزم يحترم القواعد والنظام . وهذا هو واجبي كأي إنسان متعلم يعرف ما علية من التزامات ...
ولكن ما حدث جعل مني إنسان همجي أطيح في هذا وأتشاجر مع هذا ...
فالصف الذي كنت أقف فيه طويل مليئ بالرجال والأطفال والشباب والشيوخ .. كل منهم يمسك في يده طولته الخاصة ومنهم من يحمل ميشنة ومنهم من فضل أن يأتي بكيس ووضعه في جيبه وفضل الجلوس بعيداً عن الصف وبعيداً عن حر الشمس .
والغريب أن الصف لا ينقص ولا يتحرك . بل يزيد أكثر فاكثر .. فقلت في نفسي ( اصبر وما صبرك إلا بالله ) . ( وعمر ما حد بياكلها بالساهل ) .... والحال كما هو
الصف يزيد ولا ينقص وتسلل الملل إلي القلوب .. ومن شدة طول الانتظار أخرج الرجل الذي كان أمامي مباشرة مصحفاً صغيراً من جيبه وظل يقرأ فيه .. وكأنما يناجي ربه ليأتي الفرج .
الشمس عمودية علي الرؤوس كلاً منا وضع طولته أو مشنته فوق رآسة ليتلاشي بها حر أشعة الشمس والكل ملتزم بمكانة في الصف ينتظر الفرج . وفجأة
انتبهت لشيء غريب ... رائحة عطر نفاذة اخترقت جيوبي الأنفية إلي أن استقرت في أمعائي
التفت أتحسس بأنفي موضع تلك الرائحة الفواحة .
سبحان الله ( إمرأة غاية في الجمال والدلال تلبس أفضل ما عندها من الحلي والثياب ) اتت وقفت في الصف المخصص للنساء .
عجباً عجاب . ألتفت إليها كل الرجال وجعلوا منها صيداً ثميناً يتهافت عليه كل الناس . فمنهم من استخف دمه ليعجبها ومنهم من أظهر قوته لتفتن به . ومنهم من جعل يحرك جفون عينيه إليها ليؤكد لها رومانسيته .
حتى الشيخ الذي كان ممسكاً بالمصحف أغلقه جعل يحملق فيها وهو يتمتم بقول ( اعوذ بالله من غضب الله ) ثم يعاود النظر إليها مرة أخري ..... أمره عجيب .
كل هذا لم يثير إهتمامي وإنتباهي ولكن الذي أثار إنتباهي أكثر ( حافظ ) ما إن لمح بعينيه تلك المرآه حتى ةقف وأخرج رأسه من الشباك منادياً عليها ( اتفضلي ياست . وسعي يابت انتي وهي للشت هانم ) ولم تكذب الخير . وذهبت إليه وهي واقفه رافعة رسغ يدها اليمين مع إلتواء كف اليد تتمايل يميناً وشمالاً وهي تمشي وتجر ورائها أزيال ثوبها الغريب .
اعتطه النقود وأعطاها العيش وذهبت .
تصلبت عيناي علي حافظ لآري ماذا فعل هذا المجنون بعد أن تولدت حالة من الهرج والمرج في الصف وشجار غريب بسبب تلك الفعلة البذيئة التي تهين كرامة الفرد منا . وعندما سئلناه قال ( ياجماعة دي بنت عمي لزم * ) خرجت مسرعاً من الصف أقصد تلك المرأة وناديت عليها وسألتها سؤال والنبي يامزمازيل لو سمحتي ( هو حضرتك تعرفي حافظ ؟ ) فقالت وهي تضحك : لا ) هكذا اتضح الأمر ...
تركتها وذهبت مسرعاً إلي الصف مرة أخري وهمست في أذن الشيخ الذي يقف امامي .. املت عليه قليلاً قائلاً له ( علي فكرة دي وحدة مش كويسة وهو ليه معاها مصلحة من اياهم .... وطلعت لا قريبته ولا حاجة ولو مش مصدقني روح واسئلها . فأدار وجه لي وقال ( حقأ ما تقول يا اخي ) قولت له : نعم .. حتى روح واسئلها .
صاح الرجل بأعلي صوته قائلاً ( لا اله الا الله ) ( ماهذا الا بشر مثلنا ) .
واشتق الصف وهو يزيح بيده كل من يقابله امامه من الرجال والنساء إلي أن انتهي به المطاف إلي الشباك وأمسك بحافظ . واسمعه أسوء واغلظ الكلمات والعبارات والتي جعلت من حافظ إنسان عديم الرباية . وطلق اللسان
وأختلط الرجال بالنساء ووصل الأمر إلي التشاجر بينهم ... وكأنها الحرب .
بسبب كلمة همست بها في اذن الشيخ ..

خرجت من الصف وأنا اضحك من ماحدث ونظرت يساري . فإذا بي اري رجلاً كبيراً في السن ممسكاً بيده عصا يتعكز عليها ( منهمراً في الضحك ) وان صدقت القول فقد وصل إلي اعلي درجات الضحك ... ذهبت إليه وقفت بجواره .... وسئلته عن سبب هذا الضحك .
فنظر إلي وهو منهمر ومنخرط في الضحك في وسط هذا الهرج فأشار بيده إلي لافته مكتوبة علي شباك الفرن ... مكتوب عليها ( الصبر مفتاح الفرج ) .
ضحكت انا الأخر وسئلته ( ولماذا تضحك إذن ) فقال لي المفروض يا ابني تبقي( الصبر مفتاح الفرن )
ثم ردد عبارة غليظة المعني وذهب وهو يقول ( حاجة تكسف )
لا اعرف ما حدث لي وقتها ولكني ضحكت بأعلي صوتي . واطبقت يدي علي يده . وتركته وذهبت


انتهت
مع تحياتى
مصطفى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصبر مفتاح .. الفرن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات امــــ الاحزان ـــــيــــر  :: امــيــر الادبـــي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: